للطلاب والطالبات وأولياء الأمور…
مضت إجازة عيد الأضحى والحج لهذا العام، وباتت ساعات الاقتراب من الاختبارات النهائية وشيكة للوصول إلى أول يوم فيها.
وبعد انقضاء عدة أيام من الاسترخاء والترفيه والزيارات والاحتفالات في أيام العيد، هل أصبح الطلبة والطالبات على استعداد للاختبارات؟
سألنا مجموعة منهم عدة أسئلة، فجاءت الإجابات منها منطقية، ومنها صادمة، ومنها محيّرة… اقرأوها بهدوء.
⸻
نبدأ بالطالب حسين
(طالب في الصف الثاني الثانوي)
يقول حسين:
“يا ليتني نمت من أول يوم في الإجازة صح…”
من أول يوم عيد وأنا أقول: “اليوم بس أروق، وبكرة أبدأ مذاكرة جدية.”
بعدين جاء ثاني يوم، وقلت: “أخلص زيارة العيد، وأبدأ بالليل.”
وبعدين… الليل جاء وأنا نايم.
يوم عن يوم، نومي صار من 6 الصبح إلى 3 العصر. أصحى كسلان، أحاول أفتح الكتاب، بس ما أعرف من وين أبدأ.
ما ذاكرت إلا أحياء نص ساعة، وانقلبت للجوال، وما حسّيت إلا واليوم ما بقي غير 3 أيام على الاختبارات!
أمس قعدت أفكر:
“كيف بلحق أراجع كل المواد؟ رياضيات، فيزياء، أحياء، وإنجليزي بعد؟!”
أنا متوتر، وخايف، وأحس إن الوقت راح مني، بس بحاول أجمع نفسي، يمكن أقدر أراجع المهمات ولو بشكل سريع.
⸻
ومن بعد قصة حسين، سألنا
علي
(طالب في الصف الثالث المتوسط)
1. ما هو استعدادك للاختبارات النهائية التي يفصلنا عنها فقط ثلاثة أيام؟
بصراحة، أنا مستعد بشكل متوسط. بدأت أراجع من بداية الإجازة، لكن لسه باقي بعض المواد ما خلصتها. أحاول ألحق على كل شيء خلال هالأيام الثلاثة.
2. هل ساعدتك الأيام الماضية للمذاكرة في أكثر من مادة؟
إيه، ساعدتني، خاصة في المواد الصعبة مثل الرياضيات والعلوم، قدرت أراجعها على راحتي بدون ضغط الحصص.
3. ما رأيك بهذه الإجازة؟ هل كانت نافعة، أم كنت تفضل أن تكون الاختبارات مباشرة بعد أسبوع مراجعة في المدرسة؟
الإجازة كانت مفيدة، لكن أحس لو كان فيه مراجعة منظمة في المدرسة يمكن كنت استفدت أكثر، لأني أحيانًا أضيع وقت وأنا أذاكر لحالي.
4. هل كان تقديم الاختبارات لتأتي بعد العيد مباشرة خيارًا جيدًا؟
يعني شوي صعب. كنا نحتاج نرتاح أكثر بعد العيد، لكن من جهة ثانية، نخلص بسرعة وندخل الإجازة الصيفية بدري.
⸻
فاطمة
(طالبة في الصف الثاني الثانوي)
1. ما هو استعدادك للاختبارات النهائية التي يفصلنا عنها فقط ثلاثة أيام؟
أنا تقريبًا جاهزة. نظّمت وقتي من بداية الإجازة، وخليت الأيام الأخيرة للمراجعة فقط.
2. هل ساعدتك الأيام الماضية للمذاكرة في أكثر من مادة؟
جداً، قدرت أراجع مواد كثيرة بتركيز عالٍ، وبدون إزعاج أو تنقل بين الحصص.
3. ما رأيك بهذه الإجازة؟ هل كانت نافعة، أم كنت تفضلين أن تكون الاختبارات مباشرة بعد أسبوع مراجعة في المدرسة؟
الإجازة كانت مفيدة جدًا لي. أحب أذاكر على راحتي في البيت أكثر من المراجعة في المدرسة، أقدر أختار الوقت والطريقة اللي تناسبني.
4. هل كان تقديم الاختبارات لتأتي بعد العيد مباشرة خيارًا جيدًا؟
نوعاً ما، لكن أتمنى لو كان فيه يومين زيادة بعد العيد للتهيئة، لأن العيد أخذ من وقت المذاكرة شوي.
⸻
أبو محمد
(والد طالبة وطالب في المرحلتين المتوسطة والثانوية)
1. ما هو استعداد أبنائك للاختبارات النهائية التي يفصلنا عنها فقط ثلاثة أيام؟
أتابع معهم بشكل مستمر، وأشوف إنهم استغلوا الإجازة بشكل جيد، لكن مثل كل سنة، في توتر قبل الاختبارات.
2. هل ساعدتهم الأيام الماضية للمذاكرة في أكثر من مادة؟
نعم بالتأكيد، الوقت الإضافي خفف الضغط وساعدهم يراجعون بشكل أفضل. لكن يبقى دور المتابعة مهم، بعضهم يحتاج دفعة بسيطة علشان يركز.
3. ما رأيك بهذه الإجازة؟ هل كانت نافعة، أم كنت تفضل أن تكون الاختبارات مباشرة بعد أسبوع مراجعة في المدرسة؟
من وجهة نظري كأب، كانت الإجازة جيدة بشرط وجود تنظيم. لكن الطلاب الصغار قد لا يُحسنون استغلالها، والمراجعة بالمدرسة قد تكون أفضل لبعضهم.
4. هل كان تقديم الاختبارات لتأتي بعد العيد مباشرة خيارًا جيدًا؟
الأمر فيه أخذ وعطاء. صحيح أنه متعب شوي بعد العيد، لكن من ناحية ثانية، يختصر السنة الدراسية، ويريحنا من فترة ما بعد العيد الطويلة.
⸻
المعلمة نجلاء
(فضلت عدم ذكر اسم مدرستها)
تقول نجلاء:
“خلال إجازة العيد، جوالي لم يهدأ!
من يوم 2 العيد بدأت توصلني رسائل من طالباتي، بعضها في منتصف الليل، وبعضها فجراً، وكلها بصيغة واحدة تقريبًا:
“أبلة نجلاء، تكفين خففي علينا الفصل الأخير، ما نلحق نذاكره!”
“إحنا مضغوطين، ما نعرف من وين نبدأ، وكل المواد متراكمة!”
“أبلة، قلبي يدق من التوتر، أحس بضيع بالاختبار!”
كنت أحاول الرد بهدوء وطمأنينة، وأقول لهم:
“رتبوا أولوياتكم، وابدؤوا بالأهم. لا تذاكروا كل شيء دفعة واحدة. الفصل الأخير أخذناه بشكل مبسط، وركزت علىالمهم فيه، فأنتم قادرات بإذن الله.”
لكن كل يوم يزيد عدد الرسائل، والبعض يطلب تحديد الأسئلة أو إلغاء الفصل الأخير بالكامل!
أعلم أن التوتر طبيعي، خاصة بعد العيد، لكن من الواضح أن كثيرًا من الطالبات لم يستطعن الموازنة بين الراحة والمذاكرة.
وفي لحظة صراحة بيني وبين نفسي قلت:
“القرار بتقديم الاختبارات بعد العيد له مميزاته، لكنه كان يحتاج إلى تهيئة نفسية ودعم أكبر، خاصة لبناتنا اللواتييتأثرن بسرعة.”
⸻
حديث الأستاذ أحمد
(معلم في إحدى المدارس الثانوية)
من خلال متابعتي، هناك تفاوت واضح. بعض الطلاب استعدوا بشكل جيد، خصوصًا من استغلوا الإجازة للمراجعة، بينما البعض الآخر اعتمد على المراجعات اللحظية فقط.
بالنسبة للطلاب المنضبطين، كانت هذه الإجازة القصيرة فرصة ممتازة للتركيز على المواد الصعبة.
لكن الطلاب الذين لا ينظمون وقتهم واجهوا صعوبة في الاستفادة منها.
ومن الناحية التنظيمية، كانت لتقديم الاختبارات إيجابيات، مثل تقليل فترة الانقطاع بعد العيد، لكن من الناحية النفسية، بعض الطلاب كانوا لا يزالون في جو العيد ولم يعودوا إلى أجواء الدراسة بعد.
⸻
الأحد القادم تبدأ الاختبارات النهائية، ويُسدل الستار الأخير على العام الدراسي الحالي 1446 هـ، وفيه تُوضَع كل الموازين على نصابها الطبيعي، ويُحصَد كل ما تم زرعه خلال الفترة الماضية.
فقط دعواتنا كمعلمين ومعلمات وأولياء أمور وقراء، لجميع الطلبة والطالبات، بالتوفيق والحصول على أعلى الدرجات.
الظروف والتحديات كلها تزيد من الإصرار على التجاوز الأقل ضررًا، أو التجاوز الخالي من الضرر.
ولكل مجتهد نصيب.
التعليقات 1
1 pings
غير معروف
2025-06-12 في 4:00 ص[3] رابط التعليق
نعيش في دوامه مع الابناء لهذا السبب