ورد عن الإمام الرضا (ع) : صديق كل امرئ عقله ، وعدوه جهله )( بحار الأنوار ج ١ ص ٨٧ ) .
هناك دور مهم يقدّمه الصديق المقرب في استبصار الأحداث و اتخاذ بعض القرارات المهمة و المشاركة في رسم خريطة الخروج من الأزمات ، و هذا ما يجعل دوره المحوري لا غنى عنه و يساعد كثيرا في تجاوز الظروف الحياتية الصعبة ، و إذا ما تساءلنا عن أقرب الأصدقاء لك في دوره و تأثيره فلمن ستشير في اختيارك الموجّه لأحدهم ؟!
إنه عقل الإنسان الذي يتحرك بين خطي الصداقة و العداوة في دوره و تأثيره و مدى الاعتماد عليه في استشراف الخطى المستقبلية ، فالعقل الواعي هو الذي يبصّرنا الخطوات العقلائية و يأخذ بأيدينا لاتخاذ القرار الذي يراعى المصالح و تجنب الخسائر قدر الإمكان ، فالمواقف الحياتية على المستوى الأسري و الاجتماعي تعتمد في تثمينها على مسارها المحافظ على الاستقرار و النجاح في التوصل لنتائج مفيدة و مثمرة ، و المواقف المتسمة بالحكمة و الموضوعية تخضع في ذلك إلى أصحاب عقول تستطيع أن تدير المشاهد بضبط الخطى و المشاعر و الانفعال ، فمشهد التوتر و تجاهل الآخرين و انتقادهم سلبيا و الدخول معهم في صراعات و خلافات هي نتاج عقول متحجرة أو متلحفة بعباءة الجهل ، فالجهل هو العدو الحقيقي للإنسان و ذلك أنه يقوده نحو الضياع و الخسائر و اتخاذ المواقف و القرارات الانفعالية ، و التي ينجلي عنها بعد ذلك الغبار و تسفر عن مشهد الخسائر الفادحة ، فمعيار الصداقة و العداوة هو ما ينتج عنه في مسيرة الإنسان المتأرجحة بين النجاح و التفوق أو الوصول إلى حافة الإخفاق و تسلسل المشاكل و الأخطاء المتكررة .
العلاقة بين الإنسان و عقله علاقة مميزة و عميقة في تأثيرها ، و هذا ما يطرح مسألة تكوين الزاد المعرفي و الثقافي الذي يستطيع من خلاله أن يدير خطاه و قراراته و علاقاته بإيجابية ، فالمستقبل الواعد ليس بعبارة رنانة ترسمها الأحلام الوردية و الأماني الواهمة ، بل هو إدراك للحقائق و توظيف للقدرات و تنميتها وفق الخطوط المرسومة للأهداف و الغايات ، كما أن المواقف الحياتية تحتاج إلى مرشد نرجع إليه لنستفهم حول المعطيات و الحيثيات و الاحتمالات و النتائج المتوقعة و اختيار الأقرب منها و المتصف بالعقلانية و المنطقية قدر الإمكان ، فالوقائع الحياتية لا يمكن فهمها و تمييزها وفق قواعد الإيجابية و السلبية إلا من خلال العقول الراقية المدركة للأحداث بصورة منطقية ، فالظواهر و الأحداث تخضع لنظام الأسباب و المعطيات و النتائج المترتبة عليها ، و تحمّل المسئولية و اتخاذ المواقف يعتمد بشكل أساسي على عقول تتصف بالبصيرة و الحكمة و القدرة على مواجهة التحديات ، فشخصية الإنسان تخضع في التوصيف بين القوة و الضعف على المعيار العقلي و توظيفه في المواقف الحياتية ، إذ المواقف تتطلب قدرة على اتخاذ القرار الحاسم و السير بخطى ثابتة لا تخبّط و لا استهتار فيها .
و حالة الجهالة - التي تغمض العيون عن الحقيقة - لا تقتصر على جانب ضحالة المعرفة و الانفتاح على القراءة و الافتقار إلى مطالعة تجارب و خبرات الآخرين ، بل تشمل مسار الغفلة عن الحقائق و تغييب العقل الرشيد عن الوقائع و التعامل بالأهواء و العواطف المتأججة ( السلبية ) و تحكمها في مسار الإنسان ، كما أن الانغلاق الفكري و تجاهل رؤية الآخر و خلاصة أفكاره من طرق الجهل الذي يعادي به الفرد نفسه و يقودها نحو العمى الفكري و السلوكي ، و النظر في عواقب الأمور و نتائجها و الاتجاهات المحتملة لأي فكرة أو خطوة تحدد مسار الإنسان بين النجاح و الإخفاق .
لأنك مصدرنا الأول .. شاركنا أخبارك موثقة بالصور .. قضية .. مقال .. وذلك بالإرسال على رقم خدمة الواتساب 0594002003
- 2025-05-22 جمعية ملاذ الخيرية” تستضيف برنامج بيئتنا وجودة الحياة من تتظيم فريق بديع التطوعي
- 2025-05-22 أمانة الأحساء ترعى أول فعالية مخصصة لاستجمام وتأمل السيدات على شاطئ العقير
- 2025-05-22 مليون ريال غرامة مخالفة كود الطرق السعودي
- 2025-05-21 عاجل: تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا بخاطفي الأطفال الثلاثة في الدمام
- 2025-05-21 برعاية سمو المحافظ.. انطلاق منتدى “الأحساء صديقة الطفل” 25 مايو
- 2025-05-21 فريق التعاون يختتم برنامجه التوعوي “دروس أخلاقية”
- 2025-05-21 أحمد الحسين يستبشر بقدوم مولودته الجديدة
- 2025-05-21 حماية بيئية مشددة… مجلس الوزراء يعتمد تنظيمًا لمواقع الخردة لمنع تسرب المواد المشعة والملوثة
- 2025-05-21 “الصناعة” تعلن تأسيس جمعية “المرأة في التعدين” غير الربحية
- 2025-05-21 لا صحة لتغيير رسوم ومدة فحص المركبات
السيد فاضل علوي آل درويش
العقول بين البصيرة و الانغلاق
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.aldeereh.com/articles/110714.html