*بسم الله الرحمن الرحيم*
*"هل جزاء الإحسان إلا الإحسان"*
كل من يتشرف بخدمة الإمام الحسين (عليه السلام) — من قائم على مجلس، أو ناعٍ، أو خادمٍ في موكب، أو من يسقي الماء، أو يكنس مكان العزاء — يعلم في قرارة نفسه أنه *لا يؤدي فضلًا، بل يرد جميلاً، ويقضي دينًا*.
فمصاب الإمام الحسين (ع) ليس مجرد حادثة تاريخية، بل هو *قضية باقية ما بقي الليل والنهار*، وسيد الشهداء (ع) لم يقدم نفسه فداءً لأهل زمانه فحسب، بل لكل الأجيال، ولكل من أراد أن يحيا بعزٍّ وكرامة.
ولذلك، فإن خدمتنا لمجالسه، ولزائريه، ولمراسيمه، ليست فضلًا منا عليه، بل *هي دينٌ في أعناقنا* تجاه من قدم كل ما يملك ليبقى لنا دينٌ، وقيم، وكرامة.
وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام):
*"خَدَمَةُ الحسين، هم الفائزون يوم القيامة"*،
وفي حديث آخر:
*"من خدم الحسين ببدنه وماله ودمعه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه"*.
الدمعة على الحسين (ع)، والسعي في خدمته، والولاء له، كلها أبواب خير فتحها الله، ليكون فيها لنا زاد يوم نحتاج فيه لكل عمل يُنير القبر والصراط.
*فلنواصل الخدمة بإخلاص، لا رياء فيها ولا سمعة، نحتسبها عند الله، ونُهديها لسيد الشهداء، وفاءً لدينه علينا.*