*بسم الله الرحمن الرحيم*
تُعدّ *زيارة الأربعين* واحدة من أعظم الشعائر التي يُحييها محبّو أهل البيت عليهم السلام، وتجسّد في عمقها *قمة الحب والولاء للإمام الحسين عليه السلام*. إنها ليست مجرد مناسبة دينية أو طقس جماهيري، بل هي رسالة وفاء، وتجديد عهد، وانتماء صادق لمدرسة كربلاء التي جسّدت قيم التضحية، والعدالة، والحرية.
في كل عام، يشهد العالم هذا الحدث الإيماني الفريد، حيث تتوافد الملايين من مختلف الجنسيات واللغات، مشيًا على الأقدام نحو كربلاء المقدسة، في مشهدٍ لا يشبهه شيء في هذا العصر. ومع كل خطوة يخطوها الزائر، يزداد ارتباطه الروحي بالإمام، وتُعلن القلوب أنها باقية على العهد: "لبيك يا حسين".
هذه الزيارة العظيمة تعبّر عن *الولاء المستمر لخط آل البيت*، وتُثبت أن دم الحسين لم يُسفك عبثًا، بل ظل شعلة تهدي الأحرار، وتُلهم الأجيال دروس العزة والثبات أمام الظلم والانحراف.
وما يرافق هذه الزيارة من مظاهر الكرم، وحُسن الضيافة، وخدمة الزوار، هو دليل آخر على *سُمُو الأخلاق الحسينية* التي تربّى عليها المحبّون، وجعلوا منها سلوكًا يوميًا وممارسة عملية.
إن زيارة الأربعين ليست ذكرى عابرة، بل هي *وقفة وعي، وتأمل، وتجديد للولاء* لقضية الحق، وسيد الشهداء، وكل من سار على دربه.