تتشابه الذكريات المؤلمة مع الأفكار المسيطرة في تأثيرها القوي على النفس، لكنها ليست دائمًا سلبية كما يُظن.
فبعض الذكريات المؤلمة قد تكون محفّزًا عميقًا لتغيير الواقع، ومصدر إلهام للنهوض من جديد، لا سيّما حين نتعامل معها بعقل متأمل، وقلب مرتبط بالله.
الإنسان بطبيعته لا ينسى بسهولة، لكن الأهم من النسيان هو كيفية تحويل الألم إلى طاقة إيجابية.
وهنا يكمن الفرق بين من تستنزفه الذكريات، ومن يتعلم منها وينهض على أكتافها.
ولعل أوضح مثال على ذلك هو *ذكريات كربلاء*، يوم الطف الأليم، التي رغم ألمها الشديد، تبقى حيّة في وجدان المؤمنين.
فهم لا يهربون منها، بل يستحضرونها عامًا بعد عام، لأنها تترك أثرًا إيجابيًا في النفوس، تزكّي الأرواح، وتُلهب الوعي، وتدفع للسير على طريق القيم والحق.
هذه الذكرى العظيمة غيّرت مسار أجيال، وأحيت ضمائر، وبنت مشروعًا قيميًا خالدًا… فكيف يُقال إن كل ذكرى مؤلمة سلبيّة؟
أما الذكريات الشخصية المؤلمة، التي تجرّ الهموم وتُتعب القلب، فقد علّمتنا نصوص الدين أن أفضل وسيلة للتعامل معها هو *الانشغال بالنقيض*، والانصراف لما هو أسمى.
فمن ينشغل بالعبادة، وطلب رضا الله، والتأمل في القرب منه، يجد في ذلك الطمأنينة والسكينة.
وحين تهدأ النفس وتستقر، تُبنى الحكمة، ويترسخ التعقل، وتُروّض النفس لتسامى فوق آلامها، فتُصبح أقوى مما كانت عليه.
الخلاصة: لا تخشَ الذكريات المؤلمة، بل واجهها بفهم، وارتقِ بها بفكر، وداوِها بالإيمان والعمل، فإنها قد تكون بابًا إلى السلام النفسي، لا سببًا في الألم الدائم.




