حين يتحوّل القلم إلى أداة لتلميع المجرمين، والتعاطف مع الأشقياء، والتغطية على جرائمهم… فإن صاحبه يكون قد خان الكلمة، وخرج من صفوف الشرفاء إلى معسكر المنافقين.
الوقوف مع الظالم جريمة،
والدفاع عن الباطل سقوط أخلاقي،
أما التغافل عن دموع الأبرياء، وتبرير أذى المجرمين تحت شعارات زائفة، فهو انحطاط لا يليق بمن يزعم أنه صاحب ضمير أو قلم.
ما أقبح أن ترى من يبرر الظلم باسم "الحرية"، أو يدافع عن المُجرم بدعوى "الإنسانية"!
ومن يكتب عن اللين والرحمة، بينما يتجاهل صرخات المظلومين ودماء الضحايا، فهو كمن يصلي بيدٍ، ويبطش بالأخرى.
أي إيمانٍ هذا الذي يجعل صاحبه يتعاطف مع من انتهك الحرمات؟
وأي خُلقٍ يُبرر مدح مَن يتمادى في إيذاء الأبرياء؟
التعاطف مع المجرمين، ليس رأيًا… بل نفاق.
ومحاولة تبييض وجوههم القاتمة، خيانة للحق والعدالة.
تذكّر أيها الكاتب:
المداد الذي تسكبه اليوم دفاعًا عن الباطل، سيتحوّل يومًا إلى دليلٍ ضدك،
والسطور التي تجامل بها السفلة، ستحملك وزرهم غدًا،
والقلم الذي يخون الحقيقة… عمره قصير، وصوته مفضوح.
قف مع الحق ولو كان مرًّا،
واكتب للإنصاف، لا للتزييف…
فإن الكلمة التي لا تُنصر بها المظلوم، ولا تُدين بها الظالم،
هي كلمة ساقطة… وإن كانت منمّقة.




