تعج في أسواقنا اليوم الكثير من الماركات الأصلية والمقلدة على درجات والتي خطفت أنظار الكثيرين من النساء والرجال على حد سواء حتى الإدمان
ففي الماضي كانت الناس تبحث عن البسيط وذو اللون الهادئ والذي يتماشى مع ما تلبسه من حذاء أو تتقلده من شنطة يد وغيرها وكانت الناس تصف هؤلاء بالأنيقين والجميلين ولكن يبدو أن اليوم إختلف هذا المفهوم ولا أعلم هل هو من إختلف أم الناس هي التي إختلفت وهل إختلفت في أذواقها أم في أمور أخرى تمس شيء من ذاتها أو شخصياتها حتى بدأت لا تنظر فقط الى تناسق الألوان وبساطة المظهر العام بل تبحث من وراء اللباس هذا عن علامة نايك أو بولو أو قوتشي أو غيرها من تلك الماركات واصفة كل من يقتني هذه الملابس بصاحب الأناقة الرفيعة وتنظر إليه للأسف بنظرة إحترام أكبر من غيره ممن مازال يلبس البسيط الأنيق ,
لا أعمم حتى لا أقع في النقد اللاذع من قبل فئات المجتمع الكثيرة إلا أن شيئاً من هذا الواقع موجود في عالمنا ويلامس الكثيرين ممن يختلطون مع مختلف الطبقات .
إن مقولة ( كل ما يعجبك وإلبس ما يعجب الناس ) سمعناها كثيراً تتردد على ألسنة الكثيرين فهل يا ترى يستطيع الفرد منا أن يلبس في كل مرة ما يعجب غيره وإلى متى سيصمد في ظل تصاعد الماركات وغلائها اذ أصبحت هي ذائقة أغلب الناس وعلى هذا المبدأ نحتاج إلى طائلة من الأموال فقط نخصصها لرعاية تلك المقولة ,
أتذكر شخصاً قال لي يوماً ما : ألبست طفلي حذاء ماركة نايك لا أنني كنت أعني به أن ألبسه هذه الماركة بحد ذاتها فضلاً عن أنني أريد ان أشتري له حذاء مريح لممارسة الرياضة في المدرسة لأفاجئ في اليوم التالي بقول أبني لي أن صاحبه في المدرسة سأله هل حذائه أصلي ام تقليد !
من علم هذا الطفل الإنشغال بالماركات أأصلية كانت أم تقليد ؟ وهل من المسئولية في التربية أن يكون هذا هو مبدأنا !
أن نأكل ما يعجبنا فهو من حقنا وان نلبس ما يعجبنا هو أيضاً حقنا لا أعني أن نتجاهل ما نص عليه ديننا الحنيف ونظرته المعتدلة للهندام والمظهر الحسن إذ أن ( الله جميل يحب الجمال ) إلا أننا يجب أن نرتقي في اختياراتنا إلى الجميل والمناسب لنا وما إن ظهرنا به أمام الناس لم نكن محِل إنتقادٍ لقذارة به أو ردائةٍ تصل به حد النفور والإنزعاج , هكذا يجب أن نكون مع ذواتنا وأنفسنا
راضين عنها واثقين بأن إطلالتنا على الناس يقودها الإعتدال في الجمال والأناقة .