ورد عن الإمام الحسين (ع ) : سمعت النبي ( ص ) يقول : إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها )( تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٢١٩ ) .
يضع الإمام الحسين (ع) مائزا و تفريقا بين نمطين من أنماط الشخصية الإنسانية ، حيث يكون التركيز في الفاصل بينهما يعتمد على الاهتمامات و طريقة التفكير و التعاطي مع الأمور و المواقف و الأحداث ، فهناك من يملك تصورا لدوره الوظيفي في الحياة بما يتناسب و خلقة التكريم و الرقي التي يحظى بها الإنسان على بقية المخلوقات ، فعقله المفكر و المنير له دربه و المعين له على المضي بأخذ الخيارات و الاحتمالات المناسبة في ميادين الحياة و خوض صعوباتها و اتخاذ القرارات الممكنة ، لا يمكن التخلي عنه بتسليم زمام أموره إلى الأهواء الفارغة و المزاجيات المتحكمة و الغرائز المتفلتة ، و أما صغار النفوس فسيكون الواحد منهم كائنا تائها يلاصق الأخطاء و التفاهات و ضياع الأوقات و السطحية في التعامل مع الأمور دون مبالاة بساعة الزمن التي تتقدّم به .
كما أن التخطيط الحياتي هو من ثمار الرقي الفكري حيث يمتلك الفرد تصورا واضحا لإمكانياته و قدراته و الفرص المتاحة له و الظروف المحيطة به ، بما يستطيع تحقيقه من خلال بذل المجهودات لصنع مستقبل يرى أمام ناظريه تلك الطموحات التي داعبت كثيرا عقله و مشاعره ، بينما أصحاب النفوس الصغيرة حركته تكون وليدة اللحظة حيث لا يهتم لعامل الوقت و يرسم أهدافا يتحرك من خلالها في يومياته و مراحل عمره .
فليس من المعقول أن لا نرى فارقا بين من يتجنب في كل خطواته إهدار وقته - و لو كان جزءا بسيطا - بالانشغال بما لا فائدة حقيقية تعود عليه ، عمن يتعاطى مع الأحداث و تفاصيلها و البحث عنها في وسائل التواصل الاجتماعي دون ملاحظة عدم أهميتها و تأثيرها على مجمل حياته .
و انظر إلى التعامل مع المشاكل و الأزمات التي لا تخلو منها حياة أحد منا ، فهناك من يتعاطى معها بقرار الهروب أو الانسحاب أو التهميش و كأنها حدث لا يستحق المبالاة ، و آخر يتعاطى معها بالتضخيم و كأنها جبل يسدّ طريقه و لا يمكنه تجاوزه ، فيلوّن حياته بالسوداوية و التشاؤم و التخلي عن المسئوليات و خلق الأعذار الوهمية و إلقاء اللوم على الزمن ، بينما أصحاب النفوس الكبيرة يمتلكون عقلية وازنة و روحية هادئة تتعاطى مع الأحداث المعقدة و العثرات بانفتاح على عواملها و البحث عن الطرق و الحلول الممكنة لتجاوزها ، ففي النهاية ليس هناك من طريق مسدود و إنما تدار الأمور بالحكمة و الصبر حتى يخرج من عنق الزجاجة .
و لنسلّط الضوء على الواقع الاجتماعي و العلاقات مع الآخرين ليمتاز فيها المتألقون عن غيرهم ، ألا و هي الترفع عن صغائر الأمور و التغافل عن الإساءة و تجنب الخصومات و القطيعة ، فلا يفكّر في الدخول في المشاحنات بسبب و بلا سبب إلا من صغرت نفسه و ترك زمام أمورها للأهواء و الشهوات المتفلتة ، فالتفكير الإيجابي يقود نحو الأخذ بالحسبان المساحة و النقاط المشتركة مع الآخرين ، و أما الخلافات فيمكن توقيف مفاعيلها و تأثيرها عندما نتجاوزها بالحكمة و الهدوء .
لأنك مصدرنا الأول .. شاركنا أخبارك موثقة بالصور .. قضية .. مقال .. وذلك بالإرسال على رقم خدمة الواتساب 0594002003
- 2025-04-30 “الإنذار البرتقالي في الشرقية: رياح نشطة وأتربة مثارة تحد من الرؤية الأفقية”
- 2025-04-30 نائب أمير الشرقية يرعى حفل تخريج أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة بجامعة الملك فيصل
- 2025-04-30 مختص: كبار السن أكثر الفئات عرضة للاحتيال
- 2025-04-29 الأهلي يتفوق على الهلال بثلاثية ويتأهل لنهائي دوري أبطال آسيا للنخبة
- 2025-04-29 الموافقة على تعديل نظام رسوم الأراضي البيضاء.. 17 قرارًا جديدًا لمجلس الوزراء
- 2025-04-29 أشجار التوت تصبغ أيدي أبناء الأحساء
- 2025-04-29 مزايا متوقعة في ساعات أبل الجديدة
- 2025-04-29 «الداخلية»: عقوبات تصل إلى 100 ألف ريال لمخالفي أنظمة وتعليمات الحج
- 2025-04-28 جامعة الفيصل تفوز بجائزة التميز في تطوير الكفاءات الصحية
- 2025-04-28 تعديلات على لائحة نظام حماية البيانات الشخصية
السيد فاضل علوي آل درويش
كيف أكون متألقا ؟
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.aldeereh.com/articles/103155.html