شهر رمضان هو شهر الله المبارك، شهر الرحمة والمغفرة، الذي خصَّه الله سبحانه وتعالى بفضائل عظيمة. هو شهر تتضاعف فيه الأجور ويكثر فيه الخير، وهو فرصة كبيرة للتقرب إلى الله عزَّ وجلَّ من خلال الصوم والقيام والعبادات، ومن خلال الإحسان إلى الناس، خاصة الفقراء والمحتاجين إنه من واجب المسلم أن يحرص في هذا الشهر الفضيل على أن يكون عونًا لأبناء مجتمعه من ذوي الحاجة. فالعديد من الأشخاص قد يعانون من عجز جسدي أو من ظروف حياتية صعبة قد تمنعهم من السعي وراء رزقهم، كما أن هناك من يواجه صعوبات صحية أو إعاقات قد تجعل من الصعب عليهم الحصول على ما يكفيهم من المال. ولذا نجد أن الفقر في بعض الأحيان يكون ليس نتيجة كساد أو جهل، بل بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم، ما يجعلهم في حاجة إلى عون إخوانهم في المجتمع.
الإسلام قد وضع تشريعات دقيقة تنظم كيفية مساعدة الفقراء والمحتاجين. كما وضحت الآية الكريمة في قوله تعالى: (وفي أموالهم حق للسائل والمحروم)، وهذا الحق يجب على القادرين دفعه. فالمال الذي يكسبه الإنسان ليس له كاملاً، بل إن فيه جزءًا يجب أن يخصص للفقراء والمحتاجين، بما يساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية ويساهم في تخفيف آلام ومشاكل هؤلاء الذين يعانون في صمت.
إن رمضان هو الفرصة المثالية التي يجب أن نتذكر فيها هذه المسؤولية الإنسانية والاجتماعية. فكما نتذكر أرحامنا ونتبادل الهدايا والبركات، علينا أن نلتفت إلى من حولنا من الفقراء والمحتاجين في المجتمع. عليهم حق في أموالنا، ومن واجبنا تلبية هذا الحق بكل سخاء واهتمام.
من خلال تفاعلنا مع هذه الشريحة من المجتمع في رمضان، من خلال تلمس حاجاتهم وتقديم المساعدة لهم، نكون قد استطعنا أن نحقق معاني الرحمة والمغفرة التي يزخر بها هذا الشهر الفضيل. فكل لقمة نقدمها للمحتاج، وكل مساعدة نقدمها لمن يعجز عن السعي، هي خطوة نحو بناء مجتمع متكافل، متراحم، يعكس قيم ديننا الحنيف.
نسأل الله أن يعيننا على مساعدة المحتاجين في شهر رمضان، وأن يتقبل منا أعمالنا ويغفر لنا ولعائلاتنا ولكل من يحتاج إلى برنا.