*بسم الله الرحمن الرحيم*
*قال رسول الله (ص): "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة".*
منذ نعومة أظفارنا، ونحن نقرأ هذا الحديث الشريف، الذي يضع *طلب العلم* في مقام الواجب، لا الترف، ولا التفضّل. لكنه مع ذلك، لم يأخذ حظّه من التطبيق، رغم أن الإسلام هو *الدين الوحيد* الذي جعل من العلم فريضة، وربط به سمو الإنسان وقربه من الله تعالى.
وللأسف، لا تزال فريضة العلم تُفهم عند كثيرين على أنها تقتصر على *أحكام الحلال والحرام، أو الشكوك في الصلاة والطهارة*، بينما الحقيقة أوسع بكثير. فآيات القرآن، وأحاديث النبي (ص) وأهل بيته (عليهم السلام)، عندما تحث على العلم، فإنما تقصد *العلم النافع بكل أنواعه*: الديني والدنيوي، النظري والعملي، التخصصي والعام، الذي ينهض بالفرد والمجتمع معًا.
*طلب العلم ليس خاصًا بالرجال*
الحديث واضح وصريح: *"...على كل مسلم ومسلمة"*. فالعلم فريضة على النساء كما هو على الرجال. وما يُتداول من أعذار اجتماعية أو أدوار منزلية لا تُسقط هذه الفريضة، ولا تبرر تركها.
أن تكرّس المرأة وقتها للبيت لا يعني أن تُعفى من السعي للمعرفة. بل بالعكس، المرأة العالمة أكثر قدرة على *تربية جيل مثقف، وإدارة حياة راقية، والمشاركة بفاعلية في المجتمع*.
*التقصير في طلب العلم... معصية؟*
إذا كان طلب العلم فريضة عينية – كما قرر العلماء – فإن تركه عمدًا يُعدّ *مخالفة شرعية*. بل الأخطر من ذلك، أن يُمنع الفرد، وخاصة المرأة، من مواصلة طلب العلم من قبل زوج أو ولي أو أي جهة، فهذا نوع من *الحثّ على المعصية، وتشجيع على ترك واجب شرعي*.
الوقت متاح، والفرص متعددة، والموارد في متناول الجميع، خاصة في عصر التكنولوجيا والمعرفة الرقمية، فلم تعد هناك أعذار لمن أراد أن يتعلم.
*في الختام،*
طلب العلم ليس مجرد شعار، بل فريضة عظيمة، وبوابة نحو الوعي، والرقي، والتمكين. فليكن كل منّا – رجلاً أو امرأة – من الساعين إليها، العاملين بها، والحاملين لرسالتها.
*الكاتب: صالح مكي المرهون