*بسم الله الرحمن الرحيم*
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
*«إنّ العلماء ورثة الأنبياء»*
في كل أمة من الأمم، تبقى للعلماء مكانة لا يزاحمها جاه، ولا ينافسها سلطان. فهم مشاعل الهدى، وصنّاع الوعي، وحماة الدين والفكر، وبهم تُبنى المجتمعات وتُصان الهويّات. ولذا فإن *توقيرهم واحترامهم واجب شرعي، وأدب أخلاقي، وثقافة حضارية* تُدلّل على رقيّ الأمة ووعيها.
لقد رفع الله شأن العلماء فقال:
*"يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"* *(المجادلة: 11)*
وفي ذلك بيان أنّ العالم لا يُكرّم لشخصه فقط، بل لما يحمله من علم، ولما يقوم به من مسؤولية التوجيه والإصلاح، وإحياء القيم في الأمة.
*أهمية توقير العلماء تتجلى في:*
- تعزيز مكانة الدين في النفوس.
- صيانة المنبر من التطفّل والجهل.
- حماية المجتمع من التفكك الفكري.
- الربط بين الجيل والمصدر الأصيل للمعرفة والفقه.
ومن هنا، فإن *الانتقاص من العلماء أو التجاوز على شخصياتهم وعلومهم دون بيّنة أو فهم*، هو تجاوز على الإرث النبوي، واعتداء على هيبة الدين نفسه. وليس من العقل ولا من الورع أن يُسلّط الجاهلون سهامهم باسم النقد، أو أن تُفتح أبواب التشكيك في المقامات العلمية بسبب اجتهادات شخصية أو مزاجية في التلقي.
قال الإمام علي (عليه السلام):
*«قيمة كلّ امرئ ما يُحسن»*
ومن يُحسن في العلم ويُخلِص فيه، له على الناس حق التقدير، فإن عثر يومًا، فالعثرة تُقوّم لا تُهدم بها قامةٌ طالما وقفت شامخة في وجه الجهل والضلال.
*صور توقير العلماء تشمل:*
- الإصغاء لهم باهتمام وأدب.
- عدم مقاطعتهم أو تصدّر الحديث أمامهم.
- الدفاع عنهم ضد الشبهات والافتراءات.
- دعمهم في مشاريع العلم والإصلاح.
- عدم انتقادهم بغير علم أو تجاوز آداب الحوار معهم.
*في الختام،* توقير العلماء ليس فقط خلقًا فرديًا، بل هو ميثاق مجتمعي يضمن بقاء نور العلم متوهجًا، ويحفظ للأمة اتّزانها الفكري والديني. ومن خسر العلماء، خسر البوصلة، وتاه في ظلمات الجهل والتأويلات الفاسدة.
فلنُعظّم من عظّمه الله، ونحفظ لورثة الأنبياء مكانتهم، دون غلوّ أو تقصير.
*والله وليّ التوفيق.*