تمثل شخصيتها (ع) أشعة من أنوار المعرفة و ضياء الطاعة لله تعالى و نشر مبدأ الاستقامة و الكمال الإنساني ، و هذه الإضاءات تستمد من الدوحة المحمدية التي تنتمي إليها في ألقها و صفاتها و مآثرها ، فكانت (ع) حياتها - بحق - تجسيدا لتلك الفضائل في نقاء النفس و طهارتها من دنس الشهوات و الأهواء و الخضوع لها ، و ليس هناك من طريق فعال في تربية النفس و تهذيبها و محفز لها في طريق اكتساب الكمالات و الصفات الجمالية التي تأخذ بشخصية الإنسان نحو الرقي ، كاتخاذ منهجية مثل سيرة العظماء ممن تنزّهوا من دنس الخطايا و العيوب ، و عملوا بقوة في ميدان الطاعة و تبليغ المعارف الحقة .
السيدة المعصومة (ع) كانت رمزًا للعفة في كل ما يصدر منها بما يعكس علائم الصدق مع النفس و الورع عن المحارم و الخوف من الله تعالى ، فالعقل الرشيد يضع نصب جهده و عيني بصيرته تلك النماذج التي يحتذى بها و يسير على خطاها في طريق الطاعة و عمل الخير و تنوير العقول بالمعارف و الحكم المفيدة ، و هذا ما يتجلى في القوة الداخلية الممانعة للوقوع في وحل الخطايا و تلويث النفس بالمعايب ، فمهما كانت الظروف الحياتية تحمل معها التحديات و الصعوبات فإن مغالبتها و مواجهتها يحمل معاني الانتصار و تحقيق الذات ، و تكوين بقعة الضوء التي تبزغ في طريق التقوى و تكامل القدرات ، فالعارف بالله تعالى يصل إلى نتيجة حاسمة مفادها أن التكامل و الرقي ينبثق من محراب العبادة و مضامينها العالية من التمسك بالحق و الثبات و صيانة النفس من المحرمات ، فميدان التقرب إلى الله تعالى يحوّل جميع خطانا و أحاديثنا باتجاه واحد هو البحث عن رضاه و تجسيد الإرادة الإلهية بعمارة الأرض بالخيرات ، فالحياة الطيبة و السعيدة هي مجمل ما يصدر منا طلبا لرضا المعبود في مختلف جوانب حياتنا و علاقاتنا .
و السيدة المعصومة (ع) ضربت مثلا رائعا في الاستفادة القصوى من العمر و توظيفه في طريق الخير و التبليغ المعرفي ، لما كانت تتمتع به من معارف جمة استطاعت من خلالها أن تأخذ دورا محوريا في نشر تلك المعارف ، و تلك المعرفة لا تؤثر في تكوين المخزون العلمي و تنوير الأفكار في عقل الإنسان و حسب ، و لكنها معرفة تنتظم على أساسها سلوكيات الفرد ، فيتصرف وفق بصيرة بأن الله تعالى يراه في كل أحواله و يستعد في حياته للوقوف يوم القيامة بين يدي ميزان العدالة و المحاسبة الإلهية ، و هذا ما يقوّي روح التقوى و المناعة النفسية و يقظة الضمير أمام خطوات الشيطان الرجيم و أهواء النفس الأمارة بالسوء ، و بالتأكيد أن هذه المعرفة تزهر في اكتساب الفرد المكارم و الفضائل الأخلاقية و تنزّهه عن الرذائل و المعايب ، كما أن علاقته بالآخرين تخضع لميزان احترام الغير و وضع خط أحمر أمام خصوصياته أو التعدي عليه بأي شكل من أشكال الإساءة ، و هذا ما يشكل حقيقة التوازن في شخصية الإنسان بين جانب العبادة و مضامينها العالية ، و تنعكس تلك الإضاءات المعرفية على سلوكياته و تصرفاته .
لأنك مصدرنا الأول .. شاركنا أخبارك موثقة بالصور .. قضية .. مقال .. وذلك بالإرسال على رقم خدمة الواتساب 0594002003
- 2025-10-22 عاجل.. رحيل رجل العطاء سماحة الشيخ والمربي الفاضل «كاظم ياسين الحريب»
- 2025-10-22 مراجعة منهجية: الكيوي والمياه المعدنية علاج فعال للإمساك
- 2025-10-22 الالتزام البيئي: يطلق غدًا التمرين التعبوي “استجابة 18 ” في سواحل المنطقة الشرقية
- 2025-10-22 تدشين 4 خدمات إلكترونية للأحوال المدنية في “أبشر”
- 2025-10-21 تعليم الأحساء ينظم ورشة بعنوان “تمكين أولياء الأمور من تفعيل التطوع المهاري لتنمية مهارات الطلاب”
- 2025-10-21 مدرسة أبي الدرداء المتوسطة بالمنيزلة تعلن بدء التسجيل في البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين
- 2025-10-21 إطلاق منصة “وقاء” لتعزيز التحول الرقمي وخدمة المستفيدين في القطاع الزراعي
- 2025-10-21 الخميس… انتهاء مدة تسجيل العقارات ل20 حياً في المنطقة الشرقية
- 2025-10-21 حالات تستدعي تخفيف السرعة أو إيقاف المركبة
- 2025-10-20 تعليم الأحساء يطلق تحدي “فضاؤنا السيبراني آمن”
السيد فاضل علوي آل درويش