في السنوات الأخيرة، أصبحت معدلات *الطلاق والخلع* في مجتمعاتنا في ازدياد مقلق، حتى صار من النادر أن تخلو عائلة من حالة انفصال، وكأن الزواج لم يعد مشروع حياة، بل تجربة مؤقتة لا تحتمل الصبر ولا تتسع للفهم.
وهذه الظاهرة ليست مشكلة في ذاتها فقط، بل هي *عرض لأزمة أعمق في بنية الوعي والثقافة الزوجية* لدى كثير من الشباب والفتيات.
*لماذا ارتفعت حالات الطلاق والخلع؟*
1. الجهل بمعنى الزواج الحقيقي*: كثيرون يدخلون الحياة الزوجية وهم يجهلون متطلباتها النفسية والاجتماعية والدينية.
2. *ضعف الثقافة الأسرية*: لا توجد برامج فعالة للتأهيل الزوجي قبل الزواج.
3. *الأنانية وعدم التضحية*: الحياة الزوجية قائمة على التنازلات، لا على الانتصارات الفردية.
4. *تأثير وسائل التواصل والإعلام*: تصوير الحياة المثالية الزائفة يخلق مقارنات قاتلة.
5. *تدخل الأهل والضغط الاجتماعي*: قرارات الطلاق أحيانًا لا تأتي من الزوجين، بل من أطراف خارجية.
*الخُلع... خيار اضطراري يتحول إلى حل سهل*
الخُلع شُرّع ليكون مخرجًا للمرأة المتضررة، لكنه اليوم صار *وسيلة للهروب من المسؤولية*، وأحيانًا دون أسباب جوهرية، نتيجة نقص الفهم وغياب الصبر والتفاهم.
*ما هو الحل؟*
*رفع الوعي قبل الزواج*: بدورات إلزامية أو ندوات واقعية.
- *إحياء ثقافة الحوار والصبر*: الزواج لا يخلو من الخلافات، لكن علاجها لا يكون بالهرب.
- *التوقف عن التسرّع في الطلاق*: التسرّع يهدم بيوتًا ويشتت أطفالًا.
- *دور العلماء والخطباء*: توجيه المجتمعات بوعي ومسؤولية أمر حاسم.
*الخاتمة*
الطلاق والخُلع أحكام شرعية، لكن تحوّلهما إلى ظاهرة *يُعد جرس إنذار لخلل في الوعي، وفقر في الثقافة الزوجية*. نحتاج إلى إعادة بناء المفاهيم، حتى يعود الزواج مشروع حياة لا تجربة مؤقتة.