في ظل الظروف الاقتصادية المتغيرة، يواجه كثير من الشباب تحديات كبيرة في تأسيس حياة زوجية كريمة. وتكمن أهمية الزواج في كونه ليس مجرد علاقة اجتماعية، بل هو سُنة إلهية، وبناء لمجتمع متماسك، واستقرار نفسي وروحي للفرد.
ومن هنا، فإن دعم الشباب المقبل على الزواج يجب أن يكون من أولويات المجتمع، وهو مسؤولية تكاملية تقع على عاتق العلماء، والأثرياء، والمؤسسات الخيرية، بل حتى كل فرد قادر.
العلماء بدورهم يمكنهم تحفيز المجتمع من خلال المنابر والخطب والمواعظ، وغرس قيمة الزواج في نفوس الشباب، ورفع الوعي الديني والاجتماعي بأهميته، والتأكيد على أن تيسير الزواج فيه أجر وثواب عظيم.
أما الأثرياء، فهم مطالبون بمواساة إخوانهم من خلال الدعم المادي، وتأسيس صناديق خيرية تعين الشباب في تكاليف الزواج، فكما أن المال نعمة، فإن تسخيره في قضاء حوائج المؤمنين هو من أفضل القربات إلى الله، وقد ورد: "من نفّس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا، نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة".
وكذلك الجمعيات الخيرية تتحمّل دورًا أساسيًا في هذا الجانب، فهي منارات العمل المجتمعي، ويمكنها أن تطلق برامج خاصة لدعم الزواج، مثل تقديم المساعدات النقدية، أو تنظيم الزواجات الجماعية، أو حتى تقديم الاستشارات الأسرية والتأهيل النفسي للمقبلين على الحياة الزوجية. كما يمكنها التعاون مع الجهات الرسمية والشخصيات المؤثرة لتوسيع هذا الأثر.
ولا ننسى دور الإعلام والمنصات الاجتماعية، في تسليط الضوء على قصص النجاح، والتجارب الإيجابية في الزواج المدعوم اجتماعيًا، ليكون ذلك دافعًا واقعيًا لغيرهم، ورسالة مفادها أن المجتمع لا يزال بخير حين يتكافل.
وعندما تتكامل جهود العلماء، والأثرياء، والجمعيات، فإننا نخلق بيئة حاضنة للشباب، ونفتح لهم أبواب الأمل والاستقرار، ونمنع الانحراف والتفكك الذي قد تسببه الحاجة والعجز.
فلنتعاون جميعًا، ولنُحيِ في نفوسنا روح المسؤولية، فبناء الأسرة هو بداية بناء الأمة، والزواج هو بداية الاستقرار والطمأنينة، كما قال تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة."