"ومن يُعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"
في كل عام، يُحيي المؤمنون ذكرى الإمام الحسين (عليه السلام) بما يليق بجلال المصاب وعظمة القضية، وفي هذا العام 1447هـ، تجلّت القيم الإنسانية السامية بصورة أبهرت القلوب، وعبّرت عن عمق الانتماء، وصدق الولاء.
إن ما قدّمه علماؤنا وخطباؤنا وآباؤنا وشبابنا وأطفالنا خلال هذا الموسم لم يكن مجرد شعائر، بل تجسيد حي للقيم التي خرج من أجلها الحسين (ع). فالقضية الحسينية لم تكن يومًا حكرًا على فئة دون أخرى، بل هي ساحة يُعبّر فيها الجميع عن وعيهم، وبصيرتهم، وانتمائهم النقي.
ومن أبرز الإيجابيات التي برزت هذا العام:
1. الارتباط القوي بالإمام الحسين (عليه السلام) من مختلف طبقات المجتمع، حيث اجتمع الغني والفقير، الصغير والكبير، في قلب العزاء والولاء.
2. تنظيم المجالس وتقويتها، من حيث الإعداد، والانضباط، واحترام الوقت، والتفاعل الإيماني.
3. تعظيم الشعائر الحسينية في الحسينيات والمساجد والمآتم، بصورة تنمّ عن عمق الوعي، لا عن مجرد عادة موسمية.
4. الجهود الجبارة التي قام بها أبناؤنا وشبابنا وحتى أطفالنا في الخدمة الحسينية، من ترتيب، وتنظيم، وتفانٍ صادق، يدل على غرس الولاء في النفوس منذ الصغر.
5. الإعداد الرفيع من خطبائنا وأفاضلنا، من حيث اختيار المواضيع، وبلاغة الإلقاء، والطرح الواعي، ما ساهم في بناء فكر حسيني راسخ لا يُحرّكه الريح.
في الختام، نستطيع القول بأن عاشوراء هذا العام لم تكن فقط دمعة، بل كانت مدرسة، وأن كربلاء لا تزال تصنع أحرارًا، وتزرع القيم حيثما ذُكرت.