*بسم الله الرحمن الرحيم*
*"وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا"*
الإنسان في هذه الحياة لا يعيش وحيداً، بل يتفاعل مع غيره في مجتمعه، وفي هذه العلاقات يتضح معدن الإنسان وأخلاقه. ومن أجمل القيم التي يجب أن يتحلى بها كل مؤمن هو أن *يفعل الخير مع الآخرين*، ويحسن إليهم، ولا يفتري عليهم بظنون لا أصل لها.
إن فعل الخير لا يعني فقط المبادرة بالعطاء المادي، بل يشمل الكلمة الطيبة، والابتسامة، والرحمة في المعاملة، والصبر على الزلات، والصفح عند الخطأ. وهذا السلوك النبيل يخلق بيئة يسودها المحبة والألفة، وينتشر فيها السلام والتعاون.
أما الافتراء والظلم، فهما من أقبح الصفات التي تهدم المجتمع، وتقضي على الروابط الإنسانية. فالكلمة التي تُقال بلا علم أو دليل قد تُشوه سمعة إنسان، وتقضي على سمعته وعلاقاته، وربما تدفعه إلى الحزن والخذلان. قال تعالى: *"وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ..."*
لذلك، يجب أن يكون الإنسان حذرًا في كلامه وأفعاله، ولا يطلق الاتهامات إلا بعد التأكد، ولا يحكم على الآخرين من الظنون والتخمينات، بل عليه أن يستمع ويحقق ويمنح كل ذي حق حقه.
وأيضًا، فعل الخير لا يتوقف على القريب أو الصديق فقط، بل يشمل حتى من يختلف معنا في الرأي أو المذهب، فالرحمة والإنسانية تتجاوز كل الحواجز، وتبني جسور التفاهم والتسامح.
في ختام القول، لنحرص جميعًا على أن نكون سببًا في نشر الخير والمحبة، وأن نبتعد عن الظلم والافتراء، لأن هذه القيم هي التي تحفظ المجتمع وتُعلي من شأن الإنسان.