*"واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا"*
من القيم العليا التي أكّد عليها الإسلام، وجعلها من سمات المؤمن الحق: *الألفة، والمحبة، والتسامح، ونبذ العداوة والبغضاء*. فالألفة ليست مجرد خُلق اجتماعي، بل هي *واجب شرعي وأخلاقي*، بها تستقيم العلاقات، وتُبنى المجتمعات، وتُطفأ نيران الفتن.
وقد دعا القرآن الكريم بوضوح إلى نبذ التفرّق والتحزّب، وإشاعة روح الأخوّة بين الناس، حيث قال:
*"إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم"*
فالإخوة تقتضي *الألفة والمحبّة، لا الخصومة والقطيعة*.
وعن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله):
*"المؤمن أليف مألوف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يُؤلف"*
→ أي أن طبيعة المؤمن أن يُحِب ويُحَب، يُشعر الآخرين بالأمان والراحة، ولا يكون مصدرًا للتوتر أو الصدام.
بل أن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:
*"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"*
→ فالألفة تبدأ من الكلمة الطيبة، والنظرة الرحيمة، والموقف الحليم.
وقد نهى الإسلام بشدة عن العداوة لأسباب شخصية أو دنيوية، بل حذّر من أن *العداوة تُميت القلب، وتُشوّه الدين، وتُبعِد الإنسان عن رضا الله*.
يقول الإمام علي (عليه السلام):
*"خالطوا الناس مخالطة إن عشتم حنّوا إليكم، وإن متم بكوا عليكم"*
وهذا لا يتحقق إلا *بالمحبة، والصفاء، والتجاوز عن الهفوات*.
في المقابل، العداوة والبغضاء والعنف هي من صفات الجاهلية، ومن أدوات الشيطان في تمزيق المجتمعات. فمن يعادي دون حق، ويفرق الناس، ويزرع الأحقاد، *فهو بعيد عن روح الإسلام، وإن كثرت عباداته*.
وقد أكّد علماؤنا الأعلام على هذه القيم، فكانوا نماذج في التواضع، والتقارب، والحوار مع المخالف، وتحمّل الإساءة دون رد الإساءة.
*في الختام*
إنّ الألفة هي البناء، والعداوة هي الهدم. فمتى ما سادت الألفة في المجتمع، ساد الأمن والاحترام والسكينة. وإننا بأمسّ الحاجة اليوم إلى خطاب يوحّد لا يُفرّق، ويُقرّب لا يُبعِد، ويزرع الحب بدل الكراهية.
فليكن شعارنا: *نختلف، نعم، لكن لا نتعادى... نتحاور، لكن لا نُقصي... نتسامح، لأننا نؤمن أن الله يحب المحسنين*.
التعليقات 1
1 pings
ام مهدي
2025-07-14 في 11:16 م[3] رابط التعليق
احسنت وطيب الله أناملك على كتاباتك المليئة بالإبداع والأهداف السامية