*بسم الله الرحمن الرحيم*
*"ذلك ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"*
في كل عام، يُقبل المؤمنون على موسم عاشوراء *بقلبٍ يفيض حزنًا، وولاءً، وارتباطًا بسيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)*، وتُحيى المجالس في المساجد والحسينيات والبيوت، ليُستعاد من خلالها صوت الثورة الحسينية، وروح الفداء والإصلاح.
إنّ هذا الحضور الكثيف في المآتم، الذي يشمل مختلف الأعمار والطبقات، ليس مجرد تقليد اجتماعي، بل هو *شهادة ولاء حيّة، وإحياء لهوية الأمة، وتجديد للعهد معق مبادئ كربلاء*.
وتتحوّل هذه المجالس، لا سيما في الليالي العاشورائية، إلى *محطات روحية وفكرية تُنعش الإيمان وتُربّي على القيم*، من الصبر، والتضحية، والعدالة، والإيثار، وترسيخ الولاء لأهل البيت (عليهم السلام).
وفي ظل هذا الحضور المبارك، *يُنتظر من الخطباء وطلاب العلوم الدينية، الذين يعتلون المنبر الحسيني، أن يدركوا عِظَم هذه المسؤولية*، وأن يكون ارتقاءهم للمنبر من منطلق *الرسالة لا الوظيفة*. ومن باب الاحترام والتقدير للحاضرين، *الالتزام بالوقت أمر واجب لا ينبغي التهاون فيه*. إنّ *تأخير بداية المجلس يُفقد أثره ويُضعف تفاعله، وهو ما يتنافى مع قدسية المنبر وحرمة المناسبة*.
كما ينبغي أن تكون المجالس *خالية من المظاهر الدنيوية، ومراعية لجلال المصاب*، فلا تُبالغ في الزينة أو المظاهر التي لا تتناسب مع الحزن على سبط النبي وذريته وأصحابه الشهداء.
*في الختام*، إنّ هذه المجالس تمثل إرثًا إلهيًا أودعه الله في هذه الأمة، وعلينا أن نُحسن حفظه، وننقله للأجيال القادمة بعقلٍ ودمعة، بوعيٍ وانتماء.