بسم الله الرحمن الرحيم
لم يُخلق الإنسان عبثًا، ولم يُترك هملاً. بل وُجد في هذه الحياة لغايةٍ سامية، وهدفٍ نبيل. قال تعالى:
"أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا وأنكم إلينا لا تُرجعون؟"
فالوجود الإنساني ليس مجرّد مرور عابر، بل رسالة ومسؤولية.
ومن هنا، فإن وجود الهدف في حياة الإنسان ليس ترفًا فكريًا، بل ضرورة وجودية. فمن يعيش بلا هدف، يتخبط في قراراته، وتضيع سنوات عمره دون أثر، فيموت كما عاش: غريبًا عن ذاته، بعيدًا عن رسالته.
أما الهدف الحقيقي للمؤمن فهو الإصلاح، وهو يشمل:
- إصلاح النفس وتزكيتها،
- إصلاح العلاقات والمجتمع،
- إصلاح البيئة والكون،
وكلّ ما يقع ضمن دائرته وقدرته. فالمؤمن ليس منعزلاً عن واقعه، بل فاعل فيه، يسعى لإحداث الأثر الطيب، والنفع الدائم.
وفي الجانب العقائدي، يسعى المؤمن لإصلاح ذاته إيمانيًا، ثم يمدّ يده بالدعوة إلى الله، بالحكمة والموعظة الحسنة، مستندًا إلى القرآن، ومستلهمًا من سيرة الأنبياء والأولياء.
وكل ذلك بهدف الوصول إلى أعلى درجات الإيمان، وأقرب المنازل إلى الله.
إذن، لماذا يرسم المؤمن هدفًا؟
لأنه يريد أن يكون من أهل القرب، ومن ورثة الجنة، ومن الذين يتركون في الحياة بصمة لا تُمحى. فهو يعلم أن العمر قصير، وأن العمل الصالح وحده هو الزاد الحقيقي.
في الختام،
اجعل لك هدفًا، واسعَ لتحقيقه بإخلاص، ولتكن غايتك أن تصلح وتبني، لا أن تمرّ مرورًا عابرًا على طريق الحياة. فالمؤمن مَن أدرك رسالته، وعاش لأجلها.
والله ولي التوفيق:
التعليقات 1
1 pings
WAFAA
2025-08-05 في 11:17 ص[3] رابط التعليق
موضوع رااائع ومطلوب بقوة طرحه في الساحة في أيامنا هذه مع تحدياتها وتداخل الافكار والمفاهيم فيه .. فشكرا للطرح كما نأمل الاستزاده من هذه المواضيع التي بالفعل يحتاجها المؤمن في جهاده اليومي وجعلها سلسلة مترابطة الاركان .