في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة، وارتفاع تكاليف المعيشة، أصبح الزواج حلمًا مؤجلاً بل صعب المنال بالنسبة لكثير من الشباب. فالمهور المرتفعة، وتكاليف تجهيز السكن، والمصاريف المترتبة على بداية الحياة الزوجية، تشكل عوائق حقيقية تقف أمام استقرار نفسي واجتماعي طالما تطلّع إليه هؤلاء الشباب.
ومن هنا، تبرز أهمية دور الجمعيات الخيرية، والعلماء، والمحسنين في دعم هؤلاء المقبلين على الزواج، ليس فقط كعمل إنساني، بل كخطوة إصلاحية تعزز من تماسك المجتمع وتقلل من المشاكل الاجتماعية التي تنتج عن تأخر الزواج أو فشله المبكر.
لماذا الدعم مهم؟
- لأنه يفتح بابًا للأمل أمام شبابٍ طموحين تعثرت بهم الظروف.
- لأنه يُقلل من حالات الطلاق الناتجة عن ضغوط مادية ونفسية.
- لأنه يحد من ظاهرة "العنوسة" التي باتت تؤرق العديد من العائلات.
- لأنه يسهم في بناء أسر مستقرة وقادرة على مواجهة تحديات الحياة الجديدة.
أشكال الدعم الممكنة:
1. *الدعم المالي المباشر*: وهو الأكثر شيوعًا، حيث تُقدّم مساعدات لتغطية تكاليف الزواج مثل المهر، وتكاليف الحفل، وتجهيز السكن.
2. *الدعم العيني: كالمساهمة في توفير الأثاث والأجهزة المنزلية من خلال حملات خيرية أو تبرعات من التجار وأهل الخير.
3. برامج التأهيل: بعض الجمعيات تُقدم دورات للمقبلين على الزواج تساعدهم على الاستعداد النفسي والاجتماعي لهذه المرحلة، مما يقلل من نسب الطلاق لاحقًا.
4. إقامة الوقف الخيري للزواج: عبر تخصيص ريع عقارات أو أموال لدعم الشباب المقبلين على الزواج بشكل مستدام.
دور العلماء والدعاة:*
لا يقتصر دورهم على الجانب المادي فقط، بل يمتد إلى التوعية والإرشاد، ونشر ثقافة التيسير في الزواج، والدعوة إلى تخفيف المهور وتقليل التكاليف المبالغ فيها، والتركيز على القيم والمودة كأعمدة أساسية للحياة الزوجية.
في النهاية، الزواج ليس فقط علاقة بين شخصين، بل هو نواة لتكوين مجتمع سليم.
ودعم الزواج هو استثمار في الاستقرار، والأخلاق، وبناء الأجيال.
فطوبى لمن قدّم، وساهم، وسعى في تزويج شابٍ أو شابة… فإن في ذلك أجرًا عظيمًا لا يعلمه إلا الله.