لم يبلغ الحلم بعد، حين عزم على تلبية نداءات الحسين عليه السلام بعد أن سمعه ينادي (الا من ناصر ينصرنا)
دخل على والدته يستأذنها لنصرة عمه الوحيد في أرض الوغى ويودعها الوداع الأخير بعينيه الصغيرتين
فضمته رملة بين كلتا يديها شاهقة وكم كانت تتمنى أن تحتضنه ليلة زفافة
لكنها تدرك بأن القدر لن يمهله الى ذلك الحين
استل نفسه من بين تلك الأحضان وقد لبس لامة حرب أبيه ودرعه وسيفه
وهاهم أبناء بيت علي وفاطمة لا يخشون الموت سمتهم الشجاعة والشهامة
ويدركون أن الموت بين يدي امام زمانهم هو الحياة المنتظرة.
اذهب صغيري قاسم فجدتك الزهراء تنتظرك في الجنان العالية
اذهب وحين تسقط مضرجا بدمائك تذكر الحناء الذي خبأته والدتك ليوم زفافك.
أيها الصغير الكبير
يا ابن الحسن
قاتل قتال الأبطال الكبار
فالقوم الذين تنازعهم أقزام
غلبهم حب المال والشهوة على معيشة الكرام.
وليت في زماننا يظهر ألف قاسم
ليوقف نزف دماء الصغار المراقة بوحشية الكبار.