تفرح الآباء والأمهات بفلذة أكبادها فرحاً عارماً يُستقبل باللثم والقبلات منذ ساعات الولادة الأولى وترعاه دفء الأحضان حين تتناقل الصغار من يد الى يد أخرى، و يكبر هذا الحب والشغف وتلك الرعاية مع كل يوم وشهر وسنة تمر عليهم فما يزال الأب يقبل وجنتي صغيره أو صغيرته وما تزال الأم تحتضنهم في كل حين بمناسبة وبدون مناسبة الأمر الذي يُشعر الأبناء بأن العالم كله هو قبلات وأحضان والديهم مما يعزز قيمة الحب وعاطفة الحنان لديهم
وما أن تمر السنوات ويكبر تلك الأبناء قليلاً حتى تخف وتيرة القبلات وتبتعد عنهم الأحضان في وسط شعور بغربة تهاجم ذلك العالم الذي بدء بالضمور شيئاً فشيئاً وتغدو الأبناء تنتظر كلمات الحب من والديهم بشغف وتتوق لأحضانهم في يوم قد لا يتكرر إلا بعد حين ولسبب من الأسباب.
إن بيوت مجتمعنا رغم بقاء الأبناء (أولاد وبنات) في بيوت آبائهم لسنوات طويلة تتجاوز العشرين أو الثلاثين سنه في بعض الظروف إلا أن كلمة (أحبك) التي كان الأبناء يسمعونها في صغرهم ورائحة أحضان آبائهم باتت مهجورة، كم من والد لم يحتضن ابنه أو ابنته لسنوات طويلة؟ وكم من أم لم تقبل ابنائها أو بناتها منذ أيضا سنوات طويلة؟
ثقافة الحب والاحتضان تحتاج الى جرأة في قول (أحبك) في كل حين وبدون مناسبة فهي تعزز الثقة بين الآباء والأبناء وتربي البيوت على عاطفة إشباع الحب الأسري وكم من أسرة تفككت بسبب الجفاء العاطفي الذي كساهم وكم تباعدت قلوبهم أو انحرفت أخلاقهم لذات السبب.
أيها الأب قل لابنك وابنتك (أحبك) وأحتضنهم صغارا وكبارا، أشعرهم بأمانك وحبك لا تجعلهم يفقدونك في وجودك.
أيتها الأم قولي لابنتك وابنك (أحبك) واحتضنيهم ففي أحضانك رائحة الجنة وعاطفة لا يقدر على شرح معانيها إلا من خلق الدفء في تلك الأحضان.
فالحب معجزة الله في كونه وفطرته السليمة التي حبا بها جميع مخلوقاته فضلا عن أفضلهم وهم البشر وهي رسالته على الأرض ومستودع امتلاك قلوب البشر وطاقة الجذب التي لا تضاهيها أي طاقة جذب أخرى.
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
أحمد حمد علي الشاجع
2017-02-18 في 10:32 ص[3] رابط التعليق
بارك الله فيك فعلا عندنا جفاف عاطفي في مجتمعنا نتمنى من المثقفين إرشاد المجتمع وتثقيفه
2017-02-19 في 5:51 ص[3] رابط التعليق
نعم من على المنابر وفي دور التثقيف يرتقي بالمجتمع أشكر تواجدك هنا.
Abduljaleel Alsaleh
2017-02-18 في 11:18 ص[3] رابط التعليق
?
2017-02-19 في 5:50 ص[3] رابط التعليق
أشكر تواجدك بين أسطر مقالتي