الاربعون رقم يفهمه المحبين والمريدين والمتأملين حيث اعتادت البشر على تواجد الرقم أربعين في حياتها فهو بمثابة اكتمال العقد الفريد الذي بدونه يبقى جيد الفتاة ناقص الجمال
فها هو الأنسان ينضج وتكتمل شخصيته في سن الأربعين فنجده بذلك اكتسب الخبرة والحكمة واشتدت ملامح الشباب فيه وقويت لتكون سنواته هذه في أوج نشاطها وعقلانية توجهها وكذلك يؤبن بعد الأربعين حبيب له قد توفاه الله ليذكر في أربعينيته محاسنه ويختم على روحه شيء من القرآن الكريم تكون بمثابة وسائد الراحة التي سينام عليها وكساعات الوداع الأخيرة بين المحبوب وحبيبه العدد أربعين تكرر في كثير من مفردات حياتنا ففي صلاة الليل خص الله تعالى العدد أربعين حيث ان للمؤمن أربعين قريب يختاره ضمن لهج دعائه وكأن صلاته ليست محيا له فقط انما هي لغة حب يشرك فيها من أحب ويحيي ذكر من اراد أن يحيا معه الى الأبد
وأما في قصة الأربعين الخالدة بذكر الحسين عليه السلام فلهذا الرقم وهذا العدد خصوصية امتزج فيها الحزن بالألم والحب بالأمل فلقد بكته السماء بعد مقتله على يد يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد واتباعهم أربعين صباحاً بالدم والأرض بكت عليه أربعين صباحاً بالسواد والشمس بكت عليه أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة ومثل ذلك فالملائكة بكت عليه أربعين صباحاً كما جاء عن الامام الصادق عليه السلام وحيث قال : ما اختضبت امرأة منا ولا أدهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد وما زلنا في عبرة من بعده .
وقد خص الامام الحسين عليه السلام بزيارة خاصة في أربعينيته وإنما سمّيت بزيارة الأربعين لأن وقتها يوم العشرين من صفر وذلك لأربعين يوماً من مقتل الحسين (عليه السلام) وفي هذا اليوم كان رجوع حرم الحسين (عليه السلام) من الشام إلى المدينة وجاء في بعض الكتب أنهم وصلوا كربلاء أيضاً في عودتهم من الشام يوم العشرين من صفر وفي هذا اليوم ردّت الرؤوس إلى الاجساد الشريفة
لقد نال الرقم أربعين عند العامة مكانة جميلة وعند خصوص الشيعة لغة شرعتها الحب والأمل وصبغتها الحنين الى كربلاء .
يذكر أن عدد زوار أربعينية الامام الحسين عليه السلام هذا العام يقدر بأكثر من 20 مليون زائر من مختلف بقاع الأرض من المحبين والمريدين والمتأملين في نهضة الحسين المباركة والتي نجني ثمار نجاحها يوما بعد آخر وحقبة من الزمن بعد أخرى.