م. الشيماء الشايب
رئيس مجلس إدارة جمعية مهندسات سعوديات
احتفلت المملكة العربية السعودية مع العالم باليوم العالمي للمرأة الريفية، وأقيمت بهذه المناسبة الفعاليات في المناطق والمحافظات والمدن. الريف مصطلح مقابل الحاضرة من جهة، والبادية من جهة أخرى، والمملكة بمساحتها الشاسعة فإن المناطق المزروعة متباعدة عن بعضها وتشكل بيئات ريفية مختلفة، ظلت عبر السنين تتناقل الأنشطة النسوية، فأنتجت إرثًا حيًا، وكان دعامة ذلك إسهامها في اقتصاديات الأسرة، فضلاً عن مهامها في جودة الحياة ما أمكن ذلك.
التساؤل الذي يطرح نفسه: هل لازال ريف السعودية يحمل نفس الملامح التقليدية؟ هل لازالت المرأة تسعى في نشاطها بنفس الموروث؟
المتابع في المملكة لحركة التغيير والتطوير (Evolution) يرى أن هناك حالة ديموغرافية استفادت من معطيات الدولة في النهضة. وهذا التغيير المدني في كل الأوجه: التعليمي، الصحي، الوظيفي، الاجتماعي وغيره، والأهم ما طرأ على البيئة الحضرية في مجتمعات الريف، تخطيطياً في التحول الشكلي في الشوارع والأبنية ومحددات البناء، ودخول فراغات حديثة كالمطابخ ودورات المياه ومتممات العمارة في الأثاث وغيره. وهو ما نجده على سبيل المثال في المجتمعات الريفية في واحة التي تحولت صبغتها الحضرية إلى مدن مثل الجفر، العمران، العيون، بل يمكن الجزم أن كل المجتمعات فيها أصبحت مدنية، طُبقت عليها سياسات وأنظمة البناء وصحة البيئة.
فالمرأة الريفية بهذا الوضع هي مدنية المنشط، ففي الأحساء لم تعد تربي الحيوانات في المنزل أو تعمل في النخيل، أو تسكن بيوت الطين بمرافقها التقليدية. هذا بفضل وصول المرافق وعناية الدولة بالارتقاء بالمجتمع، ومن ضمنه المرأة بالطبع، في جودة الحياة، وهو ما حصل فعلاً.
المرأة الريفية قد يُفهم منه هذا السلوك الحياتي وتلك الصورة النمطية في طريقة المعيشة، ولكن هذا محل لبس. عند الاطلاع مثلاً على معرض المرأة الريفية الذي جرى بمزرعة البرني شرق الهفوف، بمناسبة اليوم الدولي للمرأة الريفية، للجمعية التعاونية هجر للتنمية الزراعية، نجد أن سيطرة الصناعات التحويلية المعاصرة على المنتج، وليس كل الخامات الأولية، هو منتج ريفي، إنما هو منتج مُصنع باستخدام وسائل الميكنة 💐وحسب متطلبات حاجة السوق والذوق. كما أن المشاركات ليس بالضرورة للمرأة القاطنة بمجتمعات ريفية، إنما حتى تلك المنتجات للقاطنات بالمدن.
يشكل في عمومه هذا الاهتمام مدخلاً مهمًا ولا مُشاحَة💐 في المصطلح، في دعم الموارد البشرية، وأن يترجم كمحرك اقتصادي وتوسيع نطاق الاعتماد الذاتي لتحقيق مستهدفات رؤية 2030.
فالمرأة الريفية هي مدنية بالطبع، وهو أمر يعني المخططين 💐في إنماء برامجها لتكون مصدرًا في سلاسل الإمداد في مدن المملكة، وزيادة انتعاش المدن الواقعة ضمن الجغرافيات الريفية، والاستفادة من الدعم الحكومي، ومساندة مؤسسات المجتمع المدني المختصة في تكوين الحاضنات للمرأة في الاشتغال بنقل الموروث وتطويره، وبمنتجات توائم العصر في الاستخدامات، حينها لن يشكل موقع سكن المرأة عائقًا في التطوير.
هل نظل نستخدم مصطلح "المرأة الريفية" وهي مدنية؟ حتماً، هناك اعتبارات في هذا الاستخدام دوليًا، ولا يتوقف على الاعتبار المحلي.
العناية بالموروث بالمملكة تأخذ أشكالًا متعددة، وحضور المرأة بتمكينها أمر يستحق التقدير.





