في زماننا هذا، أصبح الكثير من الناس – وبالخصوص الشباب – يعيشون حالة من الانشغال المفرط بمتابعة كرة القدم والمباريات والبطولات، حتى باتت أخبار اللاعبين وأسماء الفرق وتفاصيل المباريات تملأ أوقاتهم وتشغل عقولهم وقلوبهم، على حساب ما هو أولى وأهم في حياتهم.
ليس الخطأ في الترفيه المعتدل، ولا في متابعة الرياضة بهدف التسلية المشروعة، ولكن الخطأ الحقيقي أن تُصبح الكرة هي الشغل الشاغل، وأن يُؤخّر الإنسان من أجلها الصلاة، أو يُقصّر بسببها في أداء الواجبات، أو يهجر تعلّم دينه والارتباط بالقرآن وأهل البيت (عليهم السلام).
قال الإمام الصادق (عليه السلام):
"ليس منّا من استهان بصلاته، ولا منّا من ضيّع أمرنا، والحديث عنّا يُحيي القلوب".
لقد خُلق الإنسان ليُعمر وقته بما يعود عليه بالنفع في دنياه وآخرته، لا ليهدر عمره في اللهو والغفلة.
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام):
*"إنما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما أُلقي فيها من شيء قبلته".
فكيف نزرع في قلوب أولادنا حبّ اللاعبين، ونهمل غرس حبّ الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) في نفوسهم؟
إن أحكام الإسلام وتعاليم أهل البيت (ع) ليست مجرّد طقوس، بل هي طريق النجاة وسرّ النجاح الحقيقي في الدنيا والآخرة.
فلنُراجع أنفسنا ونسأل: ما مقدار وقتنا الذي نُعطيه لله ولديننا؟ وما مقدار ما نهدره في متابعة ما لا ينفع؟
فلنُوازن بين الترفيه والواجب، ولنربّي أبناءنا على حب العلم والدين، ونُعيد علاقتنا بالله وأهل البيت (ع) قبل أن يُغلق باب الفرص، ويحين وقت الندم.




