الإرث نعمة من نعم الله، شرّعه بعد الموت لينتفع به الأحبّة، ويُقسَّم بالعدل، لكنه عند بعض الناس يتحول إلى فتنة، وتصبح التركة سببًا للقطيعة، والعداوة، بل والخصومات التي قد تمتدّ لسنوات.
*الإرث حقّ لا مزاج*
في الشريعة الإسلامية، الإرث حقّ شرعي محدد، لا يجوز التعدّي عليه. قال الله تعالى:
*"يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ..."* (النساء: 11)
أي أن تقسيم التركة ليس اجتهادًا شخصيًا، ولا خاضعًا للمجاملة أو الاسترضاء، بل هو حكم إلهي.
*أسباب النزاع بين الورثة*
1. *الطمع*: حين يطغى حب المال على صلة الرحم.
2. *الجهل بالأحكام*: مما يفتح بابًا للظلم.
3. *تأخير التقسيم*: مما يولد الشكّ والتوتر.
4. *التعدي على الضعفاء*: كحرمان البنات أو الصغار.
*وصايا أهل البيت (ع) في صلة الرحم*
قال الإمام الصادق (ع):
*"إن الرحم معلقة بالعرش، تقول: اللهم صِلْ من وصلني، واقطع من قطعني."*
فكيف يرضى المؤمن أن يقطع رحمه من أجل مال فانٍ؟
*خاتمة*
الإرث اختبار لا يقوى عليه إلا من زكّى نفسه. فليتذكّر الورثة أنهم سيُسألون يوم القيامة عن كل فلس ظلموا فيه أحدًا. وليُقسّموا الميراث برضى، قبل أن يتحوّل إلى لعنةٍ بينهم. والمال إذا فُقِد يمكن تعويضه، أما الإخوة والأرحام، إذا تمزقت العلاقة، فربما لا تُصلحها السنين.